ما هو التعذيب؟

بناء على الاتفاقية لمناهضة التعذيب، يُعرّف التعذيب على أنه كل عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ، جسديا كان أم نفسيّا، يُلحق عمدا بشخص ما ويقوم به موظف رسمي أو بمعرفته، ويتم القيام به لأحد الأهداف التالية:

  • الحصول على معلومات أو اعتراف من هذا الشخص؛
  • عقاب على جريمة ارتكبها هذا الشخص أو هناك شكّ بأنه ارتكبها؛
  • إجبار الشخصعلى تنفيذ عمل ما أو ترهيبه؛
  • أي فعل نابع من دافع تمييز وعنصرية تجاه هذا الشخص.

أساليب التعذيب كثيرة ومتنوعة وتشمل: تعذيب يهدف الى إحداث الأذى الجسدي، على سبيل المثال الضرب، التقييد المؤلم، وضعيات جسدية صعبة، تجويع، تعريض الشخصي لحرارة عالية أو منخفضة جدا بشكل مبالغ فيه؛ تعذيب ذات طابع جنسي، على سبيل المثال، إغتصاب، مضايقة واذلال جنسي، تعذيب يهدف الى الأذى النفسي، مثال منع النوم، العزل المتواصل، إذلال وتهديدات تستهدف الشخص نفسه أو أقاربه.

إن الاتفاقية لمناهضة التعذيب، التي وقّعت عليها إسرائيل، تمنع التعذيب بشكل مطلق. تؤكد الاتفاقية أنه ” لا يجب استعمال الحالات الخاصة، سواء بحالة حرب أو تهديد بحرب، عدم استقرار سياسي داخلي أو أي وضع طوارئ آخر، كمبرر لاستعمال التعذيب”. بمعنى أن الدول لا يحق لها أن تبرر التعذيب من خلال مفاهيم “الاستثناء” أو “التوازنات”، أو من خلال الدعاء أن التعذيب كان ضروري لتحقيق هدف معين. كما وتمنع الاتفاقية بشكل مطلق أي عمل يشكل معاملة غير إنسانية، قاسية أو مُذلّة تجاه أي انسان، حين تحدث من قبل موظف رسمي أو بمعرفته، حتى وان لم تستوف كل شروط تعريف التعذيب.

بالرغم من كون التعذيب يُشكّل أحد أكثر المحظورات التي تحظى بحماية قانونية وبشكل خاص في القانون الدولي، الا أن التعذيب ما زال يحدث في الكثير من الدول، وأيضا في إسرائيل. خلافا للفكرة السائدة، لا يجري التعذيب في الأقبية المعتمة من قبل محققين غير معروفي الهوية، ولا يجري فقط من قبل محققي الشاباك. إن سلوك الشرطة أيضا وتعاملها والجيش ومصلحة السجون من الممكن أن تصل الى حد التعذيب حين تتم في ظروف معيّنة. على سبيل المثال العنف المفرط من قبل رجال الشرطة أثناء تفريق تظاهرة من الممكن أن يعتبر تعذيب، سجن شخص في المعتقل في ظروف معيشية مُخزيّة من الممكن أن تعتبر معاملة لا انسانيّة، قاسية أو مهينة.